بسم الله الرحمن الرحيــم
الشيخ صالح الكواز
ولد الشيخ صالح الكواز الحلي سنة 1233هـ وتوفي سنة 1291 هـ بالحلة ونقل إلى النجف فدفن فيها ،وهو من الشعراء المكثرين وقد جود في رثاء الحسين عليه السلام وله في ذلك عدة قصائد مشهورة ،كان كوازا من أسرة يصنعون الفخار والكيزان بالحلة وكان ناسكا ورعا ،يحي أكثر لياليه بالعبادة ويقيم الجماعة في أحد مساجد الحلة بالعراق،وللناس به أتم وثوق .
طالَ الوقوف بشاعرنا امام البقيع يتأمل تلكم الاجساد الطاهره التي ضمها بين جنباته ...ذكريات تأخذه الى |
|
قبسات التأريخ ذلك الصوت المحتبس بين الاضلع تلك الشكوى لسيد الرسل من تلك المظلومه |
|
المغتصب فدكها المكسور ضلعها المجهض جنينها المسلوب حقها المحتبسه دموعها المحرومة ألآه فيا ويلتاه | |
تبعا ومال الناس عن هرونِ |
ابتاه هذا السامريُّ وصحبه |
أحيا بطرف بالدموع ضنينِ | هل بعد موقفنا على يبرين | |
اجريت عيني للحسان العينِ | واد إذا عاينت بين طلوله | |
مستسقياً للقوم ماء جفوني | فتخال موسى في انبجاس محاجري | |
نظر الاهلة في السحاب الجونِ | طلل نظرت نؤيَّه محجوبة | |
سود الاماء حملن فوق سفينِ | تحنى على سفع الخدود كأنها | |
نار الفراق بقلبي المحزونِ | لم تخب نار قطينه حتى ذكت | |
ثم انتحاه بخلسة المديونِ | الدهر اقرضه العمارة برهة | |
ورمى حماه بصفقة المغبونِ | وابتاع جدَّته الزمان بمخلق | |
من بعد ما اطلقت ماء شؤوني | قال الحداة وقد حبست مطيهم | |
جدَّ العفاء بربعها المسكونِ | ماذا وقوفك في ملاعب خرّد | |
خلصوا نجيّا بعد ما تركوني | وقفوا معي حتى اذا ما استيأسو | |
وكأنني بصواعه اتهموني | فكأن يوسف في الديار محكم | |
من بعد احساني لكل قرينِ | ويلاه من قومٍ اساءوا صحبتي | |
القاه اصفق بالشمال يميني | قد كدت لولا الحلم من جزعي لما | |
القى حوادثه بحلم رزينِ | لكنما والدهر يعلم انني | |
وتسيخ عن حمل الرداء متوني | قلبي يقلّ من الهموم جبالها | |
لولا رزاياكم بني ياسينِ | وانا الذي لم اجزعن لرزيةٍ | |
ما ليس يبعثه لظى سجينِ | تلك الرزايا الباعثات لمهجتي | |
دمكم بحمرتها السماء تريني | كيف العزاء لها وكل عشيّة | |
اردتكم في كف كل لعينِِ | والبرق يذكرني وميض صوارم | |
في كل لحن للشجون مبينِ | والرعد يعرب عن حنين نسائكم | |
لا تضعضع كل ليث عرينِ | يندبن قوماً ما هتفن بذكرهم | |
والملبسين الموت كل طعينِ | السالبين النفس أول ضربة | |
لم يخلق المسبار للمطعونِ | لو كل طعنة فارس باكفهم | |
عند اشتباك السمر قبض ضنينِ | لا عيب فيهم غير قبضهم اللوا | |
بظهور خيل لا بطون سفينِ | سلكوا بحاراً من دماء اُمية | |
نصباً بيوم بالردى مقرونِ | ما ساهموا الموت الزؤام ولا اشتكوا | |
وهي الاماني دون خير امينِ | حتى اذا التقمتهم حوت القضا | |
كالنون ينبذ بالعرى ذا النونِ | نبذتهم الهيجاء فوق تلاعها | |
شجر القنا بدلاً عن اليقطينِ | فتخال كلا ثمّ يونس فوقه | |
فالقوم قد جلوا عن التأبينِ | خذ في ثنائهم الجميل مقرّضاً | |
مدحوا بوحي في الكتاب مبينِ | هم أفضل الشهداء والقتلى الالى | |
وقفوا كموقفهم على صفينِ | ليت المواكب والوصي زعيمها | |
رفعت مصاحفها إتقاء منونِ | بالطف كي يروا الالى فوق القنا | |
وشفت قديم لواعج وضغونِ | جعلت رؤوس بني النبي مكانها | |
وبنت على تأسيس كل لعينِ | وتتبعت اشقى ثمود وتبع | |
ومحمد ملقى بلا تكفينِ | الواثبين لظلم آل محمد | |
في طول نوح دائم وحنينِ | والقائلين لفاطم آذيتنا | |
بظل أوراق لها وغصونِ | والقاطعين اراكة كيما تقيل | |
لم يجتمع لولاه شمل الدينِ | ومجمّعي حطب على البيت الذي | |
والمسقطين لها اعزُّ جنينِ | والداخلين على البتولة بيتها | |
والطهر تدعو خلفه برنينِ | والقائدين إمامهم بنجاده | |
رأسي وأشكو للاله شجوني | خلوا ابن عمي أو لا كشف للدعا | |
بالفضل عند اللّه إلا دوني | ما كان ناقة صالح وفصيلها | |
عبرى وقلب محمد محزونِ | ورنت الى القبر الشريف بمقلة | |
غوثاه قلَّ على العداة معيني | قالت واظفار المصاب بقلبها | |
تبعا ومال الناس عن هرونِ | ابتاه هذا السامريُّ وصحبه | |
و في النوائب مذ حييت قريني | أي الرزايا اتقي بتجلد | |
ام كسرَ ضلعي ام سقوط جنيني | فقدي أبي ام غصب بعلي حقه | |
ام جهلهم حقي وقد عرفوني | ام أخذهم ارثي وفاضل نحلتي | |
وسألتهم حقي وقد نهروني | قهروا يتيمك الحسين وصنوه | |
ربحوا وما بالقوم غير غبينِ | باعوا بضائع مكرهم وبزعمهم | |
ارباً خلعن عليه ثوب حزينِ | ولربما فرح الفتى في نيله | |
طرق الهداية ضلة في الدينِ | واذا أضلّ اللّه قوماً ابصروا |